بقلم هشام صلاح
لأنه آمن برسالته فصان موهبته عن غث الكلام ، ولأنه حين يكتب تجده لايكتب القصيدة بل هى التى تكتبه ، فحين تتعايش مع إبداعه تجد نفسك تقف على المعنى من معانيه وقد امتلأت نفسك ويتعدد فيها ويهتز بها طربا وإعجابا ولا يبرح حتى يضيف إلى المعانى معنى جديد بل يزيد فيضيف لمعانيه أنقا من الجمال
هكذا هو شاعرنا شاعر الحب والجمال والذى جاء رده العملى من خلال قصيدته ” فلسطين فى وجدان الشعراء ” على كل من حاول النيل من الموقف المصرى تجاه قضية أخواننا الفلسطينيين ، فهكذا دائما قدر مصر غير أن ابنا وفيا من أبنائها تصدى للرد معبرا عن وجان ومشاعر كل المصريين تجاه أمتهم العربية عامة وتجاه قضية فلسطين الشقيقة خاصة
ولن أطيل فى التقديم وسأتركك عزيزى القارىء لتعيش خلاصة مشاعر مصر والمصريين والتى عبر عنها شاعر الحب والجمال الشاعرثروت سليم من خلال قصيدته
(فلسطين في وِجدَانِ الشُعَرَاء ) يقول ” ثروة الشعر ” الشاعر ثروت سليم :
حَضَرَ الأحبَّةُ والتَقَى الأُدَبَاءُ فاليَومَ عيدٌ مُشْرِقٌ وَضَّاءُ
مَرْحَى بأحبَابٍ و صَفْوةِ أُمَّةٍ منها الَنَبيُ وأرْضُها الإسرَاءُ
فبكُلِ شِبرٍ للعُروبَةِ رَايَةٌ رُفِعَتْ وتِلكَ قَصيدةٌ عَصمَاء ُ
تاريخُ أُمَتِنَا ..وعِزَّةُ شَعبِنَا فالدينُ حَاءُ ..والعُروبَةُ بـَاء ُ
والشِّعرُ سَيفُ الحَقِ مِن سُلطَانِهِ يَتَقَهْقَرُ والأوغادُ و الجُبناءُ
والشِّعرُ ديوَانُ العُروبَةِ صَوتُهُ في الحَرْبِ كَرٌ في السَلامِ صَفَاءُ
و الشِّعرِ فَخْرٌ و القصَائِدُ عِزَّةٌ يسمُو بها الأشرَافُ والكُرَمَاءُ
والشِّعرُ لَولا الشِّعرُ مَا غَنَّى الهَوى طَرَبَاً ورَقَّ الحُسنُ والحَسنَاءُ
حَرْفٌ تَغَشَّاهُ الجَمَالُ وكُلُهُ سِحرٌ إذا ما مَسَّنَا الإلقَاءُ
اليومَ بالشِّعرِ المَلائِكُ تَحتَفي مِن كُلِ فَجٍ للكنَانَةِ جَاءوا
هَتَفَتْ قلوبُ العاشقينَ تَحيَّةً وتَزَيَّنَتْ في ثَوبِهَا صَنعَاءُ
وتَوَحَّدَ القُدسَانِ لا خَوْفٌ علَى قُدْسٍ به الأبطَالُ والشُهداءُ
ومن الخليج نداءُ عزٍ صوتُه يعلو ..فتخرسُ بعده الأعداءُ
وتَرَاقَصَ الزيتونُ حينَ ضَمَمْتُهُ شَوْقَاً ومَالَتْ تُونسُ الخَضراءُ
والمَغربُ العربيُ صوتُ قصيدَةٍ في الأطلسي وهِمَّةٌ عَلْيَاءُ
وإلى الجَزائِرِ ألفُ ألفِ تَحيَّةٍ فهي الصُمودُ وأهلُهَا النُبَلاءُ
وإلى عرَارِ الشِّعرِ أنسَامُ الصَبَا غنَّى لَهُ الأردُنُ والبَتْرَاء ُ
وإلى الموريتاني هَمْسَةُ شَاعِرٍ فهو الأميرُ إذا بَدا الأمَرَاءُ
صَوتُ العُروبَةِ في قَصيدةِ شَاعِرٍ ومَنَارُ أرضي كَعْبَةٌ غَرَّاءُ
يا أيُها الشُّــعراءُ والأدبَاء ُ يا أيُها الكُتَّابُ والقــُرَّاء ُ
يا صَوتَ هذا الشَّعبِ يَا تَاريخَهُ ما السَيفُ ما القِرطَاسُ ما البَيداءُ؟
مَا الخَيلُ في لَيْلٍ تَمَرَّدَ مُعلِنَاً أنْ لا دَواءَ يَجيئُ مِنْهُ الدَاءُ
أو لَستُمُ الأخيارَ كُنْتُم سَادَةً للعالمينَ ..وأنتُمُ الكُبَرَاءُ
قد أُخرِجَتْ للناسِ مِنكُم أُمَّةٌ مِنهَا التُقَّى ..والعِلمُ ..والعُلَمَاءُ
وبِهَا الجهَادُ وللمكارِمِ ثُلَّةٌ وبهَا صَلاحُ الدينِ والعُظَمَاءُ
فلِّمَا استُرِقَّ القَومُ بَعدَ تَسَيُّدٍ ولٍّمَا تَسَيَّدَ فَوقَنَا السُفَهَاءُ ؟
ولِّمَا تَفَرُّقْنَا .. وكُنَّا قُــوَة عظمى فسَادَ الغُولُ والعَنْقَاءُ ؟
يا أيها الشُّـعراءُ والأدباءُ يا أيُها الأحــرَارُ والبُلَغَـاءُ
يَا غضبَة السَيفِ الذي لا يَنحني إن مَا استبدَ الظُلمُ والظُلْمَاءُ
هذي فلسطينُ الجريحَةُ تشتكي ظلمَ الدَخيلِ.. وأنتم الزُعماءُ
هبوا لنجدة طفلها ونسائها فقد استبد بشعبها الغوغاءُ
بالمال ..بالأرواح ننقذ أمةً حتَّى نُقِّرَ بأننا الشُرفاءُ
المالُ كم يفني وذِكْرُكَ خالدٌ وتطوفُ حول مقامك الجوزاءُ
فانصر فلسطين التي من نصرها شرف العروبة ناصعٌ وضَّاءُ
اليومَ عيدُ الشِّعرِ هَل في عيدِهِ نَبكي وفي بعضِ البُكاءِ وفَاءُ ؟
مَا جِئتُ مَحزُونَاً ولَكِنْ أدمُعي سَالَتْ وحِبْرُ العاشقينَ بُكَاءُ
لي في العراقِ دُموعُ شَعْبٍ لم يزل حُرَّاً.. وقد أزْرَى به الدُخَلاءُ
لي في فلسطينَ الجريحَةِ أمَّةٌ أودَى بِهَا الأنذالُ والجُبَنَاءُ
لي كُلُ جُرْحٍ في الجَبينِ مُعَطَّرٌ شَرَفٌ هي الحُريَّةُ الحَمراء ُ
لي مَا لكُم يا خَيرَ أجنَادِ الورَى تحيَا الأمَانةُ.. أيُهَا الأُمَنَاءُ