قصة الأرض من الإصلاح للتقنين
بقلم/مجدي بكر أبو عيطا
بدأت قصة الأرض بقوله تعالى :{اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ”
ليبدأ الصراع بين الانسان والشيطان وليكون الحكم بالعودة بين الانسان والشيطان وكذلك بدأ الانسان يبنى حضارته على الأرض وينتشر ويتوغل لدرجة محاربته لنفسه وربما ينسى مع صراع الحياة عدوه الأساسي فيحارب نفسه وأخيه وبدأ يقتل أخيه واشتعل الصراع وانشغل الانسان بالانسان
أما حديث الأرض فى أرض الكنانة كان ملفت النظر لعيون الأعداء وتربصهم بها على مر التاريخ لأنهم يعرفون قيمة وطن اسمه مصر وتعمير الحضارة الخالدة على أرضه
وارتبط الانسان بزراعة وتعمير الأرض وأنشأ أول حضارة على أرض النيل ولعل الذي أوضح الاتصال بقصة الأرض حديثا قرار الاصلاح الزراعى والذي كان بداية حقيقية للاهتمام بالفلاح وتوزيع الأرض الزائدة عن حاجة الموسرين ونهاية للاحتكار المجتمعى والمعيشي للأرض وكان بداية لإعادة خريطة المجتمع ورفع شأن أسر كانت مهمشة وخارج تاريخ الوطن وأوجدت تفاعلا كبيرا وتحمسا من الأبناء الذين رباهم قانون الاصلاح والانتماء للوطن وشعروا أنهم نتاج قرار جرئ حكم ونفذ ليجعل من يعمل وينتج فى الوطن له الجزاء والثواب وأنه ابن الوطن بعد أن كان يعيش ليأكل ولازيادة عن ذلك كالقطط ودواب الأرض فأصبح أبناء العاملين والفلاحين هم ممثلى الوطن فى بيت الأمة ومجلس الشعب وأصبح للوطن رجال ينتمون ويشاركون بقوة ويساهمون فى البناء والانتماء وخرج جيل بأكمله ظل يؤمن بالارتباط والانتماء بالوطن بل يتلاحم مع قياداته الثورية والوطنية خلال أكثر من ستة عقود ونصف من الزمان يعرفون ويتعلمون ويعلمون معنى كلمة وطن وصار ذلك معهم طوال التاريخ يتحدثون ويتكلمون وينفعلون لمعنى الوطن فخرج المعلم الأمين والصانع الأمين والزارع الأمين والتاجر الأمين والمسئول الأمين وحقق الوطن طفرات وقيم حضارية ووتربية سليمة واجيال يفتخر به حتى الآن ولما فقدت المنظومة الحياتية توازنها واختلت معايير التوازن المجتمعى وجدنا انفسنا فى مهب ريح تلعب بنا جميعا وكادت أن تغرقنا وتغرق كل ما لدينا من أرض وبشر وتقضى على الحياة فينا لولا فضل الله وإرادته بعهد جديد نأمل ونتمنى فيه عودة الحياة للأقضل والأقوى فى شتى ميادين ومجالات الحياة
حتى جاءت حقبة من الزمن وأراد البعض ان يشكلوا نسيج الوطن ويعيدوا رقعة السيطرة من جديد على الأرض في مساحة خيالية من أرضه وتملك صحاريه بعدادات السيارات التى تعد مساحات ولاتقيس بمقاييس الأشرطة ولكن بالمئات والآلاف للأفدنة وتداولها بين الهيمنة والسيطرة والتملك والوضع باليد وصارت الأرض من جديد لفئة جديدة تملكت مستقبل الوطن دون ان تدفع حق الأرض بل لاتقيم عليه بناء أو مصنعا او زراعة ولكنه التملك للكثيرين إلا من أراد أن يحول البوار إلا زراعة فاخضرت الصحراء الصفراء فى أرض كثيرة ونحن نعيش الآن لنعيد مستقبل وطن يحلم بدولة عصرية فكيف يكون ذلك والأرض امتلكها البعض باليد والهيمنة دون دفع ضريبة الأرض والمساهمة في بناء الحضارة فلابد من قرار جديد ولعل ما طالعنا به الرئيس من استرداد أرض الدولة المتملكة دون تقنين للوضع يجعلنا نقف طويلا أن هناك ملايين ممن المليارات تتجاوز التريليون أرقام تعدى الخيال وتتجاوز العقل كثيرا بلا تقف عند أفراد بعينهم ويدفع الوطن الثمن الكبير ويعانى الكثيرون من الفقر والجشع والاحتكار وأمراض كثيرة تفشت الوطن وظهرت معوقات اعترضت الحلم الكبير وتعطلت كل كثير من الأفكار والأحلام
ولكن بين القرار وتنفيذه نحن بحاجة لليقظة التامة للتفريق بين صاحب الحق ومن امتلك واعتمر وأحدث نماء وتنمية حقيقية لتنمية زراعية متنوعة بين الثروة الحيوانية والسمكية والداجنة والأرض المنزرعة فكلها تنمية زراعية وعليه التقدم لتقنين وضعه فى التملك طبقا لقرار الرئيس والتعامل الفورى مع اللجنة المسئولة عن ذلك وكذلك مراعاة أصحاب المنازل زساكنيها ومن يدفعون العوائد السنوية وهم يتملكون أرض من اراضى اوقاف أو إصلاح وأن اللجان مسئولة عن تحقيق القرار بشفافية ونزاهة تامة ووعى ويقظة لأنه فى يدها حلم كبير واسترداد لحقوق وطن يئن ويتألم وقلة وفئة تتمتع بخيراته وتحرم وطن باكمله من حقه لتعيش وحدها وتنسج شكلا ونسيجا للحياة فيه بين من يعيش على الرقاع والتقشف والفقر المدقع ومن يعيش فوق السحاب فيه ولكن بين الفئتين حقوق وللقيادة القائمة على الوطن وحمايته تحقيق تلك الحقوق وإعطاء كل ذى حق حقه
وفى النهاية يجب أن تتضح حقيقة من مع الوطن ومن مع نفسه ومن يريد أن يصنع ويشارك فى تحقيق الأمان للوطن وإعادة مكانته على أرض الواقع ولايصنع تحد جديد للوطن فالنداء يا من تعيشون على أرض هذا الوطن تمتعوا بخيره دون الاستحواذ والسيطرة والاحتكار فمن يمتلك فليدفع ثمن تملكه بل ويشارك ومطالب أن يحقق العقد المبرم من أجل جعل ماهو مزروع فليزرع وماهو مبني فليبن وما هو لصناعة فهو لصناعة وبذلك نستطيع ان نعيد المل وزرعه فى نفوس الأجيال القادمة والحالية ونفتح ابواب للخير والرزق ونقض على مشاكل متفاقمة بسبب الاحتكار والتسقيع للأرض دون استثمار حقيقي لها
إن التقنين إعادة عادلة للجميع وعقد بين الطرفين الدولة وصاحب حق الامتلاك فمن أخذ فليدفع دون مزايدة أو مواربة فالأمر واضح بين ونتنى أن يحقق القرار الهدف منه ويحقق واقع وأمل ينتظر منه الكثير لحلم واسع كبير وإن الواقع يقول لابد من طرح للتقنين ووضع قاعدة من البيانات للمسح الشامل للأرض والعمل وفق منظومة واضحة صريحة وعدم تفريغ القرار من مضمونة بل مدارسته وفق خطط منظمة وعدم وقوع ضحايا من الفقراء من محدودى المعيشة ممن يسكنون بيت صغير أو صغار الملاك لأمتارأولقراريط يسدون جوعهم ورمقهم بها ولديهم الاستعداد التام للتقنين ويتخذون ستار للغير ويترك أصحاب النفوذ والسيطرة والحيتان الكبيرة والقطط السمان فإن من يحيد القرار عن هدفه يسأل ويحاسب لإن الأمر مبني على تحقيق وتحصيل حق الدولة كاملا وحق التملك والتقنين للمواطن المصري كاملا وفق عقد مبرم ومتفق عليه مع ضرورة المحافظة على الأرض واستثمارها وتمنيتها فيما تحت يده من أرض مصرية يجب ان يثبت حق تملكه لها فمن لايملك ينتزع منه ومن يملك ولديه الدليل فحقه مكفول ومن يريد التقنين فليبادر يتواصل
وإن الأمل معقود على المخلصين فى هذا الوطن أن يبادروا بتقديم العون والمشاركة للوقوف مع الوطن فى محنته ومشاركته فى مواجهة التحديات التى تعطل حركة الحياة فيه وما يحدث هو فتح جديد للوطن ليقو اقتصاده ويحقق خططه التنموية ويقضى على البطالة التى صنعت أكواما على طرقات الحلم الوطنى ولابد من تحويل تلك القدرة البشرية على التوظيف والاستثمار والتحريك مع الواقع ومشاركة الوطن بالجهد والعمل لنجد حياة جديدة تكفل الحق الكامل للمواطن فى حياة فاضلة ومكفول له العيش والصحة والتعليم والأمن والسلام ولن يكون ذلك إلا بقانون عادل وشامل ومطبق على الجميع واقتصاد قوى ودولة قوية ممثلة فى رئيس وحكومة وبرلمان ومحليات وفق سلطات تنفيذية وتشريعية وقضائية تحقق ذلك كله مع حرية مسئولة وبذلك نستطيع نحقق ما نصبو إليه من معيشة أفضل