بقلم هشام صلاح
تؤكد الدراسات والأبحاث المتخصصة أن النشاط الإعلامي من أقدم الأنشطة البشرية التي ارتبطت بضرورات التواصل بين الجماعات و طبيعة إدارتها للعلاقات التي تربط بينها سواء على مستوى الصراع أو التعاون الثنائي.
مع الثورة التكنولوجية والمعلوماتية التى شهدها العصر الحديث كان للإعلام نصيب كبير من التغيرات ففي عصر الإنترنت شهد الإعلام ثورة تجديد كبيرة فجرت كمّا هائلا من المعلومات في غير مسبوقة في العالم. تلك الثورة التى كان من أهم وأخطر نتائجها أنها أطلقت إمكانيات واسعة للإعلام البديل القائم على ” وسائل التواصل الاجتماعي ” بمختلف أنواعها فأصبحوا قوة لا يستهان بها وفاعلا أساسيا في منظومة الخبر ، مما وضع الإعلام التقليدي أمام تحديات كبيرة. ومن منطلق أن كل تقدم ينطوي على الكثير من الأخطار والرهانات والتحديات. جدنا الآن أن هناك صراعا حقيقيا بين ثلاث قوى وهى ” الإعلام التقليدى والإعلام البديل وسيطرة رأس المال “
ومع ما أطلقه الفضاء الإعلامي الرحب من مساحات واسعة للخبرفقد تعددت معه السلبيات كالتعدي على الخصوصية ونشر الإشاعات وممارسة الدعاية الهدامة. أما على الجانب الآخر فقد عززت التقنية المعلوماتية الجديدة مكانة الإعلام في حياة الأفراد والمجتمعات والدول ولم يكن أصحاب رأس المال بمنأى عن هذا الصراع حيث أدركت تلك القوى خطورة دور الإعلام فكان لهم جانب من إدارة رحي التنافسية لهذا الصراع ليصبحو لهم لاعبا أساسيا فيه
فقد اسهمت الملكية الخاص لوسائل الإعلام في تعقيد مهمة الإعلام وتقييدها في كثير من الأحيان.
بخلاف كل التوقعات فعند دخول رأس المال الخاص معترك الصراع وسعيه لامتلاك وسائل الإعلام من صحف وقنوات تلفزيونية، أسهم ذلك في تقييد الإعلام حسب مصالح وتوجهات مالكيه، حتى أصبح الإعلام الخاص معبراً عن مصالح القطاع الخاص الذي يملكه، مما ترتب هليه ان صارهذا الإعلام بوقاً دعائيّاً لهذه المصالح، حيث صارت الصحيفة والقناة الفضائية معبرةعن توجهات مالكها، حتى أصبحت سندا ودعما قويا لتيار معين وفق انتماءات المالك السياسية
.وشاهدنا على ذلك موقف تلك الوسائل الإعلامية من ثورة 25 يناير ، حيث وقفت أغلب القنوات الخاصة إلى جانب النظام الأسبق الذى كانت تربطه بملاكها مصالح اقتصادية،
فقد عملت بعض تلك القنوات لفترة طويلة على تشويه الثورة ، والتشكيك في نواياهم، قبل أن تعدل من تناولها للتطورات على الأرض بعد تنحي الرئيس الأسبق مبارك، كذلك كان حال بعض الصحف الخاصة التى كانت تتناول أخبار الميدان بحذر ، حتى تبينت قوة الحركة الثورية وتأثيرها على الأرض.فما السبيل لاعادة الأمور إلى نصابها الصحيح
وفى راى أحد خبراء الاهلام المتخصصين أن الحل يتلخص في : أن يكون الصحفيون الذين يعملون في أي جريدة هم أنفسهم أصحاب رأس المال؛ وذلك بفتح الباب لاكتتاب الصحفيين في رأس مال الصحيفة التي يعملون فيها”. وذلك لمواجهة سيطرة اصحاب رأس المال
كذلك لابد من تصحيح بعض رؤساء التحرير لتوجهاتهم والبعد عن أى توجهات أو انتماءات تملى عليهم سياسة معينة للتحرير ليعود الإعلام لدوره الحقيقى المنوط به والمنتظر منه