بقلم / هشام صلاح
قال لى بعضهم : ” هناك من يغتابك ويأتى على ذكرك ”
فقلت لهم : بداية – ألم يجد الشيطان حامل بريد سواك !؟
فقال لى : ” إنه يخوض فى سيرتك ويكتب عنك ليل نهار ! ”
فأجبته : الحمد لله — ” فقد أهدانى من تقصد من حسناته ما يوجب على شكره ”
ألم تستمع إلى قوله تعالى : {وَمَن يَكْسِبْ إِثْماً فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ على نَفْسِهِ وَكَانَ الله عَلِيماً حَكِيماً}
– قال لى : ” لماذا تسكت عنه ولم لا ترد عليه !؟
فقلت له أخى أعزكم الله : ليتك توقفت عن محاولة اذكاء وإشعال نار الفتنة
ألا تدرى أخى قصة سيدنا الحسن البصري، فلتستمع معى لقصته
” عندما بلغه أن واحداً قد اغتابه.”
فأرسل إلى المغتاب طبقاً من البلح الرطب مع رسول من عنده ، وقال للرسول:
” اذهب بهذا الطبق إلى فلان ” وقل له:
” بلغ سيدي أنك اغتبته بالأمس فأهديت له حسناتك، وحسناتك بلاشك أثمن من هذا الرطب.
أيها الأحباب ليتنا ندرك تلك الحكمة العظيمة التى تقول :
” اذا اردت ان تغتاب فاغتاب والديك ….فهم اولى بحسناتك ”
فإن كنت ولا بد مغتاباً فاغتب أبويك. وقد يقول قائل :
وكيف أغتاب أبي وأمي؟
والجواب : إن والديك أولى بحسناتك، فبدلاً من أن تعطي حسناتك لمن تكره ، ابحث عمن تحبهم وأعطهم حسناتك.
فلتكن أيها المغتاب لو تدرى لبيبا ، لأنك لا تغتاب إلا عن كراهية وعداوة، فكيف – بالله عليك تعطي لمن تكره حسناتك جراء أعمالك
فالغيبة والنميمة كبيرتان من كبائر الذنوب، فالحذر الحذر منهما يقول الله سبحانه:
” وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًاسورة الحجرات ” ويقول النبي ﷺ:
” رأيت اسري بي رجالاً لهم أظفار من نحاس يخدشون بها، وجوههم وصدروهم، فقلت من هؤلاء؟ قيل له: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس، ويقعون في أعراضهم. هم أهل الغيبة.”
اختم كلامى بحديث أشرف الخلق سيدنا وحبيبنا وشفيعنا محمد صلى الله عليه وسلم :
” من قال فى مؤمن ما ليس فيه اسكنه الله ردغة الخبال حتى يخرج مما قال ” قالوا – وما ردغة الخبال ؟ قال : الوحل وصديد وقيح أهل النار
أعاذنا الله وإياكم أن نكون من أهلها ووقانا وعصمنا من أن نكون للغير من المغتابين أوالنمامين