"
كتب / هشام صلاح
اختلفت وجهات النظر إزاء فيروس كورونا وتبعاته فبينما يرى ينظر الكثير بعين التشاؤم لهذا الوباء ويرون أنه سيلقى بظلال ثقيلة على الارض والبشرية وذلك انطلاقا من الأعداد المتزايدة للمصابين والعدد الكبير للمتوفين
نجد هناك نظرة أخرى أكثر تفاؤلا تلك النظرة التى تنطلق من عقيدة إيمانية وتحليل لواقع مر به المسلمون خلال عقود ماضية ولعل من بين هؤلاء المتفائلين والذين يبشرون بزوال خطرهذا الفيروس العالم والداعية محمد راتب النابلسي وهو داعية إسلامي سوري، معاصر، له دروس ومحاضرات في الإعجاز العلمي والتفسير، والمنهج العلمي والمعرفة، اشتهر بسلسلته عن أسماء الله الحسنى، وعن الشمائل النبوية. وهو رئيس هيئة الإعجاز القرآني وله العديد من المؤلفات وشارك في العديد من المؤتمرات العالمية
يقول النابلسى عن ” انحسار الوباء ”
أنا أميل إلى ثقافة الإسلام ، وقد كتب علماء أمّتي في الأوبئة الكثير وكان الكثير منهم شهودا على فترات استشرت فيها الأوبئة وقتلت أعدادا كبيرة من الناس
واستشهد على ذلك بمؤلفات لـ،( المدائني ، وابن أبي الدنيا ، وابن قتيبة ، والحافظ بن حجر العسقلاني ) وغيرهم ، وانظلاقا من تتبعه لتلك المؤلفات خلص إلى /
– أنّ لكل وباء عمرا معدودا محددا لا يتجاوزه حتى وإن لم تكن لقاحات ..وحين يبلغ الوباء نهاية عمره يتلاشى ويضمحل ويضعف تأثيره على الناس ، ويكون الناس قد اكتسبوا منه مناعة فلا يضرهم .. وساق أمثلة من بينها
مقولة داهية العرب عمرو بن العاص رضي الله عنه ، إذ يقول في الطاعون : ( إن هذا رجز مثل السيل ، من تنكبه أخطأه ، ومثل النار من تنكبها أخطأها ، ومن أقام أحرقته فآذته( . فسَيل الماء له وقت يجتاح فيه ، ثم ينتهي .. فمن لم يهلك في الاجتياح نجا .
ثم استطرد النابلسى إلى القول بإنّ أعظم أوبئة وطواعين في الإسلام :
كان أولها طاعون عمَواس ، كما ذكر ابن قتيبة في ( المعارف) ، وكان في الشام زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وفيه توفي أبو عبيدة بن الجراح ، ومعاذ بن جبل .. وعَمَواس ، قرية بين الرملة وبيت المقدس..
– ثم طاعون الجارف ، زمن ابن الزبير ،
– مرورا بطاعون مسلم بن قتيبة سنة إحدى وثلاثين ومائة، وقيل أنه مات فيه في يوم واحد سبعون ألفا ، قاله ابن الجوزي .
..أما عن البشارة فيقول النابلسى :
” إنّ الوباء عادة لا يتجاوز ثلاثة أشهر إلى خمسة،.
ومن ذلك طاعون وقع بالديار المصرية سنة إحدى وأربعين ، ذكره الحافظ ابن حجر العسقلاني في ( بذل الماعون في فضل الطاعون) ، ابتدأ في رمضان ثم انسلخ في صفر .. أي قرابة خمسة أشهر .. وقد هلك فيه خلق كثيرون ..
ثم يتحدث النابلسى عن عصرنا الحاضر وأن الصين اليوم ، ما تعافت إلا لأن كورونا قد خفّ بها وانتهى عمره فيها ، لأنها كانت أول مصاب به ، ، وسيظهر تعافيهم أيضا في أوروبا خلال الشهرين القادمين .. وكذا بقية الدول التي أصيبت ، إذ الظاهر أن هذا الوباء ( كورونا) لن يتجاوز خمسة أشهرل تبقى هذه المدة الأكثر ، مناسبة لاستغفار والإنابة إلى الله ، هذا ما أعتقده بناء على الموروث من علوم أمتي ، فمن أراد المزايدة على علماء أمتي، فليأتنا بما قاله قومه وما نقلوه ، إن كان لهم نقل أصلا فابشروا بزوال الغمة