بقلم/ الدكتور علي عبدالظاهر الضيف
قتل حيوان في غابة جريمة لا تغتفر
وقتل عشرات المسلمين في بيت الله
مسألة فيها نظر !
طالعتنا الأخبار الصباحية البائسة بنبأ مقتل العشرات على يد متطرف استرالي.. وأين؟
داخل مسجد في نيوزلندا !
ماذا فعل المسلمون؟ وما عساهم يصنعون ؟
وماذا في يدهم كي يفعلوه ؟
هذه الأسئلة الثلاثة هي لُب الموضوع
ولسان قلب موجوع
فهل إلى سبيل من رجوع
لماضٍ ملأ المسلمون به كل الربوع
ونشروا في القرى والنجوع
عدلا وحكمة وأطعموا الناس من جوع
وأمنوهم من خوف من كل شكل ونوع !
هذه ليست قصيدة ولا هي مرثية أمة ولكني أطلقت العنان لقلم ضاق قلبه وفاضت بلسانه مرارة سببتها ذكريات ماض عريق مقارنة بحاضر أقل ما يوصف بأنه مخجل يحمل في طياته عار السنين !
ننادي الأموات كي ينقذوا الأحياء من المسلمين ويغسلو ا عارهم فنقول :
أين خالد بن الوليد ؟
وأين المعتصم والرشيد؟
وأين من يعيد لنا المجد التليد ؟
وأين سيف الدين قطز
لمسلمين أصبحوا كالعبيد
يا أمة العار انهضي
فلست تملكين حتى الوعيد !
حتى ذلك الوعيد قد صار رفاهية لا سبيل إليها في زمن العار .
اللهم ضاقت علينا الأرض بما رحبت وفقدنا الأمل فيمن يعيد لنا كرامتنا ؛ فحكامنا في وادٍ وما نطمح فيه في وادٍ بعيد .
تتوالى كوارثنا وتأتينا أخبارنا فنكفنها كمجهضة تواري عارها خوفا من شماتة الناس وألسنة المستهزئين .
إلى متى يا أمة المليار؟ يا من تحملين كل ألوان العار ؟ فتلدين أجيالا خانعين غارقين في الهوان حتى آذانهم .. !
أجيالاً وإن ملكت اللسان فهو لا يصلح إلا للاستنكار والامتعاض والحسبنة على الظالمين.
أجيالاً تولد محملة بچينات وراثية من عصور الانحطاط، فليس في قاموسها سوى كلمات نظرية لا تحرك ساكنا ولا تترجم شجبها إلى سلوك فتكتفي بالسلوك اللفظي
كما يقول المثل العربي :
” أوسعني ضرباً فأوسعته سباً “
إذاً … كيف السبيل إلى الخلاص ؟ ما الحل ؟
المعادلة الصعبة تكمن في تحريك علامات الاستفهام الأساسية:
متى ؟ ماذا ؟ كيف؟
متى نستفيق؟
ماذا سنفعل؟
كيف نعيد للأمة كرامتها؟
إذا قمنا بالإجابة عن تلك الأسئلة فقد نجحنا .
يظن حكام المسلمين بأنهم حين يسيرون في ركاب الغرب القوي فإنما يثبتون أركان عروشهم ويأمنون شرهم ونسوا أن الغرب لا عهد لهم !
هم أسود على شعوبهم نعامة على أعدائهم حملان وديعة أمام حماة عروشهم من حكام الغرب
بأسنا شديد بيننا في حين ينعم عدونا بالسلام ويتلذذ بدمائنا ويشرب منها حتى الثمالة !
وفِي هذا الخضم من الأحداث المتلاحقة التي نحتل فيها عن جدارة دور (المفعول به) تتبادر إلى الذهن أسئلة كثيرة حول قوة باكستان النووية وكثرة اندونيسيا العددية وجيوش مصر القوية وأموال الخليج المجزية .
كل مقومات القوة لدينا، ولكننا نؤثر صمت الحملان ولحفظ ماءالوجه نطلق أحيانا تصريحات نارية واستنكارات عنجهية وشعارات عنترية وصفها نزار قباني بقوله :
إذا خسرنا الحرب لا غرابة
لأننا ندخلها بكل ما يحمله الشرقي
من مواهب الخطابة
بالعنتريات التي ما قتلت يوما ذبابة
لأننا ندخلها بمنطق الطبلة والربابة !
لخص نزار حالنا بهذه الكلمات المختصرة لحالة ال(جعجعة بلا طحين)
فهل نخرج يوما ذاك الطحين بآلاتنا أم نكتفى بأن نكون نحن ال….
طحين ؟