كتبت / أماني عمار
أكد اللواء تامر الشهاوي عضو لجنة الدفاع والأمن القومي في البرلمان المصري أن هناك مخططاً خارجياً تقوده مخابرات دول لإسقاط الدولة المصرية وزعزعة الاستقرار الداخلي وإدخال مصر في صراع طائفي، موضحا أن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالاعتراف رسميا بأن القدس عاصمة إسرائيل متغطرس وأحادي ويخالف القرارات الدولية وسيشعل المنطقة وأطالب جموع المصريين والعرب بالتوحد والوقوف صفاً واحداً ضد هذا القرار الظالم. وقال في حوار خاص لـشاهد المصري إن العلاقات المصرية الكويتية لها طابع خاص وهى قوية وتاريخية، مشيدا بدور سمو أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد في رأب الصدع ولمّ الشمل واصفا هذا الدور الواعي بأنه يأتي من أمير الدبلوماسية العربية. وأشار إلى أن مصر ستكون أحد القوى العظمى في المنطقة خلال وقت قريب، مؤكدا أن الرئيس السيسي ضحى بشعبيته في تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي وتنفيذ مشروعات صعبة على المواطن المصري.. وإلى نص الحوار:
كيف ترى قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن القدس؟
قرار أقل ما يوصف به بأنه متغطرس وأحادي. والعالم أجمع تفاجئ بهذا القرار مخالفاً للقانون الدولي المتمثل في قرارات الأمم المتحدة والتي رفضت بما لا يدع مجالاً للشك احتلال القدس، والولايات المتحدة الأميركية أعربت بشكل كامل عن تحيزها الصارخ للكيان الصهيوني وأصبحت شريكا منحازا في عملية السلام.
كما أن هذا القرار الأحادي الجانب يأتي في توقيت تشهد فيه المنطقة بأسرها تداعيات نزاع في اغلب دولها وكان للولايات المتحدة النصيب الأكبر في تبني إشعال هذا الصراع الذي بالطبع يصب في مصلحة الكيان الصهيوني.
ما المطلوب حاليا من العرب للرد على هذا القرار؟
أصبح لزاماً على جميع المصريين وجميع العرب التوحد للوقوف أمام هذه الهجمة الشرسة التي تقودها الولايات المتحدة الأميركية لإفشال عملية السلام وإشعال الصراع في المنطقة بأسرها وأدعو إلى إعلان الرفض التام لهذه القرارات المنحازة وما يترتب عليها من آثار سواء على المستوى الدبلوماسي أو الحكومي أو الشعبي.
كنت قد تحدثت عن مخطط لإدخال مصر والمنطقة في خلافات طائفية..حدثنا عن هذا الأمر؟
حادث استهداف مسجد الروضة البشع في منطقة بئر العبد بشمال سيناء والذي راح ضحيته 305 مواطنين عزل وهم يصلون الجمعة، يأتي في إطار محاولة من العناصر الإرهابية لاستنساخ النموذج العراقي بخلق خلاف طائفي في مصر (إسلامي إسلامي) خاصة أن المسجد الذي تم استهدافه من أقدم المساجد الصوفية، وأرى أن هناك خطة موضوعة من قبل قوى إقليمية تستهدف أي محاولات لإشعال الفتن الطائفية في مصر وأطالب الدولة بتوخي الحذر خلال الأيام المقبلة لأنه سيكون هناك استهداف للمساجد السلفية من قبل الجماعات الإرهابية. ولجوء الإرهابيين إلى استهداف المساجد في سيناء يأتي ضمن مخططات استهداف الإخوة الأقباط والمدنيين وقوات الأمن في شمال سيناء لإحداث فتنة طائفية، ومن وجهة نظري أن العناصر الإرهابية تنفذ آخر مخططاتها حتى تخلق صراعا مذهبيا على الأراضي المصرية، ومن الضروري الآن إعلان هذه المخططات وشرحها لجميع الطوائف الإسلامية في المساجد -ضمن خطة لتجديد الخطاب الديني- والدوائر المختلفة للتصدي لهؤلاء العناصر التي تعمل على العبث بالدولة المصرية من خلال إدارة المساجد ووزارة الأوقاف بالتزامن مع عمليات البحث التي تجريها وزارة الداخلية للقبض على هؤلاء المجرمين الإرهابيين.
ما هو تقييمك لتعامل الدولة المصرية مع ملف الإرهاب بصفتك خبير استراتيجي ونائب؟
في تقديري الاستراتيجي والأمني أرى أن الدولة تبذل كل ما لديها من إمكانيات في هذا الملف وحققت إنجازات كبيرة رغم التحديات الخارجية التي تواجهها، والبرلمان قام بدوره كما ينبغي لتوفير التشريعات اللازمة التي تمكن الدولة من حربها ضد الإرهاب وإصدار جميع التشريعات الكافية لمواجهة الإرهاب، ومحاربة الإرهاب لن تتم في ليلة وضحاها لأن العدو ليس مباشراً أمامي ولا يوجد أي تقصير أمني من وجهة نظري في هذا الملف ولعل رد القوات المسلحة والشرطة في عملية الواحات البحرية كان نموذجيا جدا، ومصر لا تفلح في حربها ضد الإرهاب إلا بسواعدها فقط وليس بمساعدة أميركا أو غيرها من دول العالم.
هل ترى أن هناك مخططا لإضعاف مصر سياسيا واقتصادياً؟
واضح للجميع أن هناك دولا ومخابرات تقود مخططا هدفه إسقاط مصر على المستويين السياسي والاقتصادي من خلال محاولاتهم المستميتة لضرب الأمن المصري وزعزعة الاستقرار بعمليات إرهابية في سيناء وفي منطقة الصحراء الغربية، بدعم العناصر الإرهابية والداعشية، وأصبح هناك تركيز حاليا على ضرب منطقة الصحراء الغربية لمصر التي تشمل 99% من خيرات مصر، وبرنامج الإصلاح الاقتصادي الحالي أيضا يواجه تحديات خارجية لإفشاله حتى لا تتقدم ولا تنهض مصر، فالدولة المصرية تواجه معركة حقيقية من الخارج بشكل واضح ومن الداخل مثل تنظيمات كالإخوان وجماعات أخرى تسعى لهدم الدولة المصرية، كما أن الدولة المصرية أيضا تواجه خطراً داخلياً من جماعة الإخوان التي ترى أن الدولة مجرد سكن وليس وطناً نعيش فيه.
هل أنت راض عن أداء البرلمان؟
نعم، والبرلمان الحالي هو برلمان الثورة ويؤدي دور رائع للغاية ولكن للأسف الشديد لا توجد تغطية إعلامية توضح أداءه، وفي دوري الانعقاد الأول والثاني ناقش البرلمان طلبات إحاطة واستجوابات وقضايا هامة أكثر مما يفعله أي برلمان سابق منذ نشأة الحياة النيابية في مصر، ولكن للأسف هذا الأمر لم يصل للمواطن المصري بشكل صحيح ولعل هذا سبب عدم رضا بعض المواطنين عن الأداء النيابي.
وأسوأ ما يواجهنا حالياً هو غياب الثقافة البرلمانية للمواطنين فالجميع ينظر للنائب الآن مثل نظرة ما قبل ثورة يناير 2011 بتنفيذ جميع طلبات الإحاطة للمواطنين وحل جميع المشكلات اليومية من خلال نائب الخدمات وقتها والذي أصبح الآن نائب تشريع ومراقبة.
برنامج الحكومة الذي وافقتم عليه في البرلمان هل كان ينص على قرار التعويم للجنيه المصري وعلى رفع الدعم؟
نعم كان يشمل هذا الأمر وأن برنامج الإصلاح الاقتصادي سيتضمن حزمة إجراءات اقتصادية صعبة، ولم يكن هناك أمامنا أي بديل غير الموافقة على البرنامج لأن مصر كانت وصلت لمرحلة لا تتحمل أن تعيش على القروض من دول أخرى والاقتصاد المصري كان بالفعل يحتاج إلى وجود برنامج إصلاح قوي حتى لا ينهار، والجميع كان علم بأن هناك إجراءات صعبة من ضمنها تحرير سعر الصرف ورفع الدعم، وحفاظا على الدولة المصرية وافقنا على برنامج الحكومة وأرى أن برنامج الإصلاح الاقتصادي أفضل قرارات الرئيس السيسي الذي ضحى بشعبيته مقابل تنفيذ هذا البرنامج الصعب. وأنا راض تماما عن إدارة الحكومة المصرية لملف برنامج الإصلاح الاقتصادي بالرغم من تحفظات البعض عليه، لأن القرارات اتخذت في توقيت مثالي وخاصة قرار التعويم لأنه صدر في وقت كان المستثمرون متخوفين تماما وربما كان هناك رعب وقتها من سعر الدولار الرسمي والسعر الغير الرسمي الذي كان يتعدى الضعف تقريبا، ولم يكن من المعقول أن يكون السعر الرسمي للدولار 8.88 جنيهات، وفي السوق السوداء يقترب للعشرين جنيه، وبصفتي عضو في لجنة الدفاع والأمن القومي بالبرلمان المصري فالقرارات الاقتصادية التي اتخذت ضمن برنامج الحكومة الاقتصادي ومشروعات الطرق بالإضافة إلى مشروع العاصمة الإدارية الجديدة هامة للغاية لمصلحة الأمن القومي المصري لأن التنمية والتعمير والإصلاح هو أهم عامل لصالح الأمن القومي.
ويكفي أن مجموعات الفكر العالمي الخاصة بالأداء الاقتصادي أكدت أن مصر تسير على الطريق الصحيح وقالت إنه بحلول عام 2020 فإن مصر ستكون احدى القوى العظمى في المنطقة، لأن مصر تعيش حالة تمدد اقتصادي كبير محمي بقوى أمنية وعسكرية بالإضافة إلى اكتشافات البترول الأخيرة.
هل تؤيد ترشيح السيسي لولاية رئاسية ثانية؟
نعم وأدعمه بكل قوتي لأنه لا يوجد أي بديل أكفأ منه، وأرى أن مصر تسير على الطريق الصحيح وستكون دولة عظمى خلال وقت قصير.
كيف ترى العلاقات المصرية- الكويتية؟
تاريخية وخاصة، وهناك تعاون كبير بين مجلس الأمة الكويتي والبرلمان المصري في الكثير من القضايا وهناك اتفاقيات تعاون نيابية وقعت اخيراً بين البرلمانيين لزيادة العمل والتعاون النيابي بين مصر والكويت، وفيما يخص دور سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد للمّ شمل العرب والخليج واحتواء الأزمة القطرية فأنا أعلنت من قبل بأن دور من أمير الدبلوماسية العربية دور مدفوع بأهداف نبيلة وواعية للغاية على المستويين العربي والخليجي لرأب الصدع وإعادة قطر إلى الحضن الخليجي.
أين دور الجامعة العربية من الأزمات الحالية؟
الجامعة العربية منذ نشأتها وهي بلا دور وتكتفي ببيانات الشجب والإدانة، والأزمات العربية الحالية من الطبيعي أن تزيد من ضعف هذا الدور الضعيف من الأساس