تتجه كل قلوب المسلمين نحو قبلة الإيمان، يجتهدون في الطاعات رغم كل المغريات والمعاصي. هذا الشهر العظيم تصفد فيه شياطين الجن، ليكون الجو مهيأ إيمانيا ويبقى لشياطين الأنس وهواهم مجالاً لمجاهدة الأنفس باتقاء كل كسل وتقاعس عن القيام بالطاعة، وبالابتعاد عن الملهيات التي يصوغها أصحاب الفتن، فيصبح شهر رمضان ,شهر ترتقبه النفوس كل عام، وتشتاق إليه منذ رحيله لمدة عام، شهر الرحمة والغفران، شهر الصلاة والقرآن، شهر الصيام والإيمان.
شهر رمضان الجليل القدر عند الله ، لقد أنزل فيه القرآن يهدي جميع الناس إلى الرشد ببيناته الواضحة الموصلة إلى الخير والفاصلة بين الحق والباطل على مر العصور، فمَن أدرك هذا الشهر، مقيماً غير مسافر فعليه صومه .
وفي حديث النبى صلى الله عليه وسلم الذي رواه أبي هريرة رضى الله عنه قال (إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة ، وغلقت أبواب النار ، وصفدت الشياطين ) .
فينبغي أن نفرح بقدوم الشهر الكريم ونستقبله بتوبة نصوح وبالاستعداد التام والتفرغ للعبادة كالصلاة وتلاوة القرآن والذكر والتسبيح والاعتكاف وترك الذنوب والمعاصي ورد الحقوق إلى أهلها ، رجاء عفو الله وجائزته الكبرى وهو أفراد مكان لنا في الجنة ، كما روي في الحديث ( إن في الجنة باباً يقال له الريان ، يدخل منه الصائمون يوم القيامة ، لا يدخل منه أحد غيرهم ، يقال أين الصائمون ، فيقومون لا يدخل منه أحد غيرهم ، فإذا دخلوا أغلق ، فلن يدخل منه أحد) .
فالصوم يفترض فيه أنه يعمل على تصفية النفوس والتسامي بالأرواح ، وهذا من شأنه أن يمد الفرد بطاقة روحية تجعله أقدر على الإنتاج والعمل أكثر مما لو لم يكن صائماً ,يوجد في شهر رمضان ليلة مُباركة تُعدّ أعظم ليلة في السّنة ألا وهي ليلة القدر، اللّيلة التي نزل بها القرآن العظيم وحملت اسم سورة في القرآن، وهذه اللّيلة وصفتها سورة القدر بأنّها خيرٌ من ألف شهر.
سُميّت بالقدر لعظمة شرفها وقدرها عند الله عز وجل، ويُقال لأن الأرزاق والآجال تُقدّر في هذه الليلة، وتتنزّل الملائكة بالرّحمة والبركة على الأرض، واختلف العلماء في تحديدها إذا كانت في اللّيلة السّابعة والعشرين من رمضان، أم في الأيام الفردية من أواخر هذا الشّهر المبارك.ض عينيك بعمق لتدرك حجم نعمة البصر ولتتذكر القبر وظلمة القبر ووحشة القبر وعذاب القبر وأحبة رحلوا تاركين خلفهم حزناً بامتداد الأرض وجرحاً باتساع السماء وبقايا مؤلمة تقتلك كلما لمحتها وذكريات جميلة أكل الحزن أحشاءها وتباكى إن عجزت عن البكاء لعل الله يغفر لك ولهم.
جاهد نفسك قدر استطاعتك واغسل قلبك قبل جسدك ولسانك قبل يديك وأفسد كل محاولاتهم لإفساد صيامك واحذر أن تكون من أولئك الذين لا ينالهم من صيامهم سوى العطش والجوع.