أجمع ملامحكَ التي
سقطتْ منكَ
في طريق عودتكَ
من لقائِنا الأخير
عيناكَ
تعاتبُني عن التأخير
كعادتي
بينما تكفُّ
عن النظر إليَّ
فأبدو شاحبةً
أنفكَ
الذي يبرع في
التقاط رائحتي
فلا يقتُلها بعد المسافات
شفتاك
اللتان لا تُجيدان
إلا الآحاديث العميقة
فتُضرِّج وجهي بحمرةٍ
شديدةٍ
ذراعاك
وقد علقتَمها
فوق شجرةٍ عاليةٍ
هزةٌ عنيفةٌ
أو قفزةٌ صغيرةٌ
إلى أعلى
فتتلقَّفُني مطوِّقاً خصري
أصابعك الطويلة
التي أعشق
زرعتَها لي
بين حواجز السيَّارات
خطواتُك
وهي تقلِّبُ الطريق
وتديرُه بحثًا عن ظلِّي
قُبلتكَ الدافئة
على زجاج شباك
الحافلة
زرُّ قميصك المختلف
الذي علق بمشجب
مِعطفي
دمعتُكَ
التي التقتُطها
أثناء مروري
بحفل غناءٍ صامتٍ
يدكَ
التي نسيتَها
على مِقبض الباب
وأنت تدخلُ البيت.
سوريا