بقلم هشام صلاح
” التطبيل ” كلمة شائعة على ألسنة العامة ونستطيع القول بأنها مصطلح مصرى خالص شاع على الألسنة ودلالاته عند المصريين مرادفا لكلمة النفاق والرياء أو ما يقال فى العامية ” مسح الجوخ “
وللاسف شاع التطبيل بصورة كبيرة فى جميع المؤسسات فظهر ما يسمى ” بالنفاق الادارى ” حيث ينافق ويداهن البعض لتحقيق أهدافه الخاصة وهنا يجب ألا نلقى باللائمة على المنافق وحده بل على من قبل النفاق ورضى به حبا فى إشبع رغبة مكبوتة فى أن يكون ممدوحا
فهل ارتضوا أن يخونوا أمانة الكلمة ليبيعوا ضمائرهم وأنفسهم فى سوق النخاسة
هؤلاء الذين احترفوا أن يلبسوا الحق ثياب الباطل والباطل ثوب الحق لا لشىء سوى أنهم ادمنوا التسول واعتادوا الجلوس على كل الموائد فعندهم قدرة عجيبة على تغيير جلودهم حسب ما تقتضيه المصلحة
فما أقبحهم يرتدون ثياب الوعاظ ليدعوا الشرف والفضيلة ولا يعرفون عنها سوى اللفظ وما أبغضهم إلى النفس حين يطلقون على أنفسهم الألقاب والمسميات وهم يبيعون ” البغى بغير الحق “
وكثيرا ما نرى أن الأقدار قد ابتلتهم وأصابتهم علهم يفيقون أو يرجعون لكنهم
” صم بكم عمى فهم لا يرجعون “
أولئك المرضى من هواة التطبيل صدق فيهم قول رسولنا الأكرم
: ((إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستحِ، فاصنع ما شئت))
إنهم من وصفهم كاتبنا الكبير يوسف السباعى بقوله :
” يظهرون غير ما يبطنون، و يقولون ما لا يعنون، المضلِّلون المطفِّفون، الذين يضللون الناس في غياهب النفاق و ظلمات الرياء، و يضلون هم أنفسهم، و يتخبطون في دياجير من الشك و يحيدون عن جادة الصواب، و لا يعرفون ماذا يريدون، و يصبح الأمر بين أيديهم أشبه بخيط معقد لا يعرفون أوله من آخره، فيلجئون إلى زخرف القول ليخدعوا به العامة ، و يُنزلون بالبشر إلى مستوى الحيوان، الذي يعجز عن التفاهم بعقله، فيعض بأسنانه أو يرفس برجليه !
رسالتى لمحترفى التطبيل لكل من لمن يجاهرون بالمعصية أقول لكم
” بضاعتكم مسجاه ” سترد إليكم ولن تجد لاسمائكم فى ذاكرة القراء سوى النسيان والتجاهل
أفيقوا : يامدمنى التطبيل فلم تعد ألحانكم النشاز تستهوى أحدا


















