راحت تهمس بكلمات غير مسموعة وطافت بنظرات ساهمة عبر الآفاق البعيدة , كان النسيم بارداً وكان وجهها يوحي بانطفاء البسمة في جنباته … أفلتت دمعة ملتهبة من بين جفونها فلسعت وجنتيها وفضحت مكنون نفسها وضعت فنجان القهوة على أريكة مصنوعة من خشب الزان العتيق بجوار شجرة النرجس قي حديقتها الصغيرة, بعدما رشفت منه رشفة واحدة .,.
فجأة تغير لون وجهها فأسرعت نحو غرفتها , أسندت ظهرها للباب, مرت ثواني بعدما أغلقته برفق …
كانت فرصة للاختلاء ، أُوقدت شمعة حمراء كبيرة ثبتتها قبالة المرآة، تفحصت جسدها الذي أصابه الوهن دون أن تدري… مرت لحظات
أسرعت …نزعت الأمل من ثنايا الزمن القاسي وأخذت شرايين الحياة تتكاثر في جسدها الذابل وأحست بنور من نوع غريب يضيئ وجهها الشاحب … أمسكت المشط ..صففت خصلات شعرها وزينت وجنتيها وشفتيها، أزالت أثار الدمع .. وزينىت عينيها بالكحل … أطلقت نفخة قوية على الشمعة فأطفأتها بعدما تبسمت لها المرآة .
أزاحت الستائر.. فتحت النافذة الكبيرة وشرعت تنظر إلى الطبيعة الغاضبة، بسطت يديها للسماء ثم أطبقت راحتيها بقوة .. كانت الساعة تشير للثانية عشر صباحا فى العام الجديد .