بقلم هشام صلاح
كانت الحديقة عامرة وبالخضرة مزهرة تبدل حالها فاستحال عمارها خراب وخضرتها يبوس وجفاف
هنا كان لابد من وقفة وصدوور قرارات عاجلة لانقاذ ما يمكن إنقاذه
اجتمع أعضاء الحديقة فى حضرة وكيلهم الثعلب ، كان الثعلب على الكرسى جالس يحيط به مجموعة من القرود تهش عنه الذباب وتتلو على مسامعه كلمات التملق والنفاق ،
بادرهم بقوله : اعذرونى لقد تشوهت صورتى بعد أن أصبحت الحديقة خراب وبدأ الكل فى النقد والعتاب !
رد عليه الحمار : يا كبيرنا الخير فيك وفى القرار – فانظر ماذا ترى ؟
سكت الثعلب عن الكلام وسط دهشه الحضور المتلهفين الوجلين من القرار
قطع السكوت الغراب قائلا : ليكن التغيير سيدى الثعلب لكن احذر فهناك من هم أقوى من التغيير
أشار الثعلب للجميع بالسكوت بعد أن تمعن فى الكلام ثم أردف قائلا :
ليكن تغييرا لذرالرماد فى عيون الحاقدين الآملين فى التغيير لاحداث الغيير
بعدها أشار إلى قروده : احضروا لى الأسماء واتركونى ساعة برفقة الحمار وليخرج الجميع ،
خرج الحضور بين أمل ويأس ورجاء وخوف
أشار الثعلب إلى الحمار ،قل لى ياصاحب الرأى الرشيد والفهم السديد ماذا ترى لأفعل ؟
رد الحمار: سيدى الثعلب ترى أين ذهب مكرك وما سبب قلة حيلتك ؟
رد الثعلب : لم يعد الأمربيدى فهذا ذو الشعر الكثيف المسمى أسد يفرض على ما لا أطيق ومن بعده ترسل النمور التهديد والتحذير
قال الحمار : إذا سيدى ليكون ما أشاربه الغراب فهو وإن كان نذير شؤم إلا أن نعيبه فيه السداد – رد الثعلب ، اتعبتنى ولم تفد ، استدعى إذا الغراب !
حلق الغراب بالمكان حتى وقف بين يدى الثعلب الذى بادره بقوله أشر على أيها الغراب فلم يعد عند الحمار فكر ولا فهم
قال الغراب : اسمح لى مولاى بأن انظر فى قائمة الأسماء ، نظره فيها برهة ثم قال :
الأمرجد خطير فمن بين الأسماء من إذا مسسناهم انقلبت علينا الأوضاع
رد الثعلب : لا تتعبنى واكمل حديثك ،
قال الغراب : هذا الاسم يتبع مجموعة لا يمكن المساس بمن ينتسب إليهم ، وهذا الاسم لمن أصبح صغيرها أحد حماة عرين الأسد فلا تقربه ، أما ذلك الأسم فهو لمن يمدوننا بالذاد والزواد فلا نحرم أنفسنا من عطائهم فلا تقربه ،
آه آه وجدتها هذه المجموعة من الأسماء هم من جاءوا بالصدفة فليس لهم فى قلوبنا معزة ولا مودة فلتضحى بهم ولتستبدلهم
الحمار ، بصوته هأ هأ هأ – نعم الرأى يا طويل المنقار هذا ما كنت افكر فيه
علت ضحكات الثعلب وقال تركنا التفكير لك فضاعت الحديقة واضطربت الأوضاع وهاجت علينا الضباع — إذا ليكن الرأى ما رأيت هكذا ستقولون : إذا اعلنوا التغيير بعد أن يقره الأسد وتباركه النمور وليتولى من اخترناهم قيادة أركان الحديقة ولتعد للحديقة بهجتها المزعومة وضحكتها الباهتة المشؤمة
ولنعلن عبر العلاقات العامة لجماعة الغربان ميلاد جديد للقيادات ولنسكت بعدها أصوات المعارضين والناقدين والآملين فى التغيير ولنعد نحن لراحة البال ومزاوله الأعمال




















