كتب هشام صلاح
مما لاشك أن النشأة الأولى هي المؤثرة والصانعة للفرد فهى تمثل المنظومة الفكرية والروحية والثقافية، وإن شئت قلت القيم والمبادئ والعادات والأعراف، بل لا أبالغ إن قلت أنها هى التى تخلق مؤثراتها الفكرية والنفسية والأخلاقية والسلوكية في نمط حياة الإنسان
فالنشأة هي مصنع التربية والبانية لقواعد التربية وأساس نوعية الشخصيات؛ سواء أكان الناتج صالحًا أم طالحًا، وهذا ما أثبتته الدراسات والأبحاث في علم الاجتماع والنفس في تأثير النشأة على شخصية الإنسان.
ولعل الشاهد على ذلك تلك النشأة القويمة التى نعم بها كاتبنا فقد نشأ فى كنف ورعاية أب تعهده بالرعاية والتربية الإسلامية القويمة حيث كان الأب حافظا للقرآن معلما وواعظا وحرص كل الحرص على أن يصطحب صغيره فى حله وترحالة أينما حل أو ذهب كان الصغير يتلمس خطواته الأولى عبر محاضرات والده ويستمع منه لأطيب الكلام ترتيلا وتجويدا كل ذلك انطبع على شخصية مؤلفنا وكاتبنا وشاعرنا ولأجل ذلك كله كان محمود حسن الذى استطاع أن يصهر كل ذلك فى بوتقة ثقافته وخبراته وقراءاته المتعددة ، مما أهله لأن يصير واحدا من كتاب مصر وشعرائها وناقديها المعدودين صدقا ونبلا وحفاظا على هيبة وكرامة قلمه
فليسمح لى القارىء الحبيب أن نلقى الضوء على واحد من أهم مؤلفات كاتبنا إنه كتاب :
” المواطنة في الإسلام ومسائل أخرى “
– وقد يسأل البعض ولماذا هذا المؤلف بالذات من بين مؤلفات كاتبنا ؟
الجواب / لأن هذا الكتاب يهدف إلى تقديم رؤية متوازنة تجمع بين القيم الإسلامية والثوابت المدنية ، حيث يناقش الكاتب والكتاب قضية من أهم القضايا المعاصرة إلا وهى قضية المواطنة من منظور إسلامي معاصر.
ونلحظ : أن الكاتب يركز فى كتابه على تقديم تصور كامل واستعراض للعلاقة بين الدين الإسلامي ومفهوم المواطنة، وبخاصة في ظل ما يواجه المجتمع الإسلامى من التحديات في العصر الحديث، وأبرز الكاتب عددا من تلك القضايا :
كقضايا العدالة الاجتماعية، والمساواة، والتعايش بين المعتقدات المختلفة.
ومن أبرز النقاط التى تناولها الكاتب تسليط الضوء على كيفية توافق مبادئ الإسلام مع قيم المواطنة الحديثة، وذلك بعرض يعالج المفاهيم الخاطئة التي قد تحول بين هذا التوافق.
وينتقل الكاتب للحديث حول مسائل تتعلق بالهوية الوطنية كحقوق الأفراد، والالتزام بمبادئ الدولة المدنية في إطار إسلامي
ختاما / فالكتاب بما حمله من موضوعات يهدف إلى تقديم صورة بل رؤية متوازنة تجمع بين القيم الإسلامية والثوابت المدنية، مما يؤهله لأن يكون إضافة مهمة للنقاش حول موضوع المواطنة في السياقات العربية والإسلامية.