استيقظ بعد لحظات غفوته القليلة والتى لم يكن ليهنأ بها طويلا قام من سريره ودون إراده منه وجد من يقوده إلى مكان كانت تجلس فيه زوجته أخذ يقلب متلهفا بعض من حاجاتها هذى أدوات تجميلها تلمسها بعضها بيد مرتجفة هذا طلاء شفتيها قربه من فمه وكأنه يقبل صاحبته ،
لحظات أخذ يتلمس شىء آخر هذى ملابسها هذا ثيابها وتلك طرحتها أخذها بحنان ولف بها وجهه ليغيب عن واقعة لحظات تهيم فيها روحه لتلتقى بروحها الهائمة فى كل تفاصيل حياته قبل بيته أمس بحنان طرحتها ولف بها وجهه وكأنه يريد منها شىء فإذا به يحدث قلبه :
نعم أن الآن أشم عبيرك أنا أراك كما كنت أراك سابقة مرحة متمايله على صدرى بحنان تعانقنى تارة وتقبلنى تارة أخرى ، ها أنا أراها نعم أحس بها من حولى —-
لحظات تنبه بعدها على دموعه التى شملت طرحتها وكأنها تشفق عليها حتى أنه أحس بدفء دموعه التى أحاطت بها ، بعدها وجد قلبه يصارع يديه حتى لا تتركها – لكنه قام وكأنه يبحث عن لقاء آخر بها عن معنى جديد فى مكان أخربأنحاء بيته الذى غدا حزينا بأنفاس أحزانه
ترك غرف النوم جلس فى الركن الذى كان مضلا لديهما للجلوس والسمر أخذ يتلمس صورتها فى الكرسى الذى أمامه كانت تجلس عليه يشربان معا مشروبهما الساخن الذى اعتادا على تناوله بدأ يحدث نفسه :
أين أنت ؟ لماذا بات مقعدك وحيدا كقلبى ؟ لماذا لا أجد أمامى إلا كوبا واحدا أسرعت إلى مطبخنا فاحصرت كوبها الذى أعتاد أن تشرب فيه وضعته أمامى ثم تركت كوبى المملوء لاتلمس كوبها الفارغ فى ظاهره المملوء بالذكريات فى باطنه
رفع الكوب يتلمس بشفتيه مكان كانت تشرب منه وكأنه يبحث عن تلك الشفاة الرقيقة التى طالما قبلها وهام بها فحلق منتشيا وكأنه يجوب السحاب أخذ يبحث عن موضع عن قبلتها الحانية التى كانت تهديها إليه قبل أن ينام وتكون آخر مشهد لهما قبل خروجه من منزله لعمله
بعدها بلحظات وحين أفاق على نبض متسارع يخفق داخل قلبه استيقظت على إثره عيناه من أحلامها ليجد أمامه صورتها التى كانت إلى جواره فقال وكأنه يخاطبها :
” أياعينى لم تحدقين هكذا فى صورتها ! ؟
أتظنين أنى قد نسيت ملامحها ! ؟ كيف أنسى ملامحها الملائكية وقسمات وجهها الفاتنة !؟
اطمئنى عينى لقد نقش كل قسماتها قلبى بداخله وأوصد جنباته “
ظل على هذه الحالة دقائق فساعات طوال كان خلالها يردد بعض من آيات القرآن الكريم ، لحظات بعدها وجد طيفا ملائكيا يقتحم عليه حجرته عليه حجرته لم يعرفه لكنه ابتسم له وكانت شفتاه تردد :
” وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون “
مد يدا مرحبا بهذا الطيف وكأنه جاء بالبشرى ، كانت يده الآخر ممسكة بصورتها —- لحظات
لفه الطيف وهام به وطاف بعيدا — بعيدا هام به وطاف إلى حيث ” هى ”