بقلم هشام صلاح
” الطب ” لو عرف أهله قدره ومكانته لما كان بينهم مخادع أو مراء بمهنته أو ساع لمكاسب مادية دعنى عزيز القارىء أطوف بصحبتك عبرقول المولى جل فى علاه : {وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً}
مرورا بالقول المأثورللإمام الشافعي ــ رحمه الله ــ الذى يقول فيه :
( صنفان لا غنى للناس عنهما: العلماء لأديانهم والأطباء لأبدانهم )
وما أشد المقارنة على النفس بين صنفين من الأطباء شاهدهما وسمع بهما القاصى والدانى :
الصنف الأول – أطباء غزة ومن معهم من المتطوعين الذين الذين وفدوا على غزة لايهابون الموت بل جعلوا من رسالتهم راية جهاد رفعوها فى وجه المعتدى الغاشم الذى بمرأى ومسمع من العالم كله قد استباح قتل الأطفال والنساء والشيوخ بل زاد فى جرمه وإثمه فهدم المستشفيات على من فيها
هذا الصنف من الأطباء حق لهم أن نذكرهم بكل الفخر والتكريم وما قدموه ويقدمونه لهى ملاحم بطولة وتضحية لا يقدرعليها إلا من آمن برسالته فبعضهم يكون فى مستشفاه ليفاجىء أن من بين المصابين والشهداء أباه أو أمه وفى كثير من الأحيان ابنه وابنته
الصنف الثانى :
حينما يمر معالى السيد الطبيب على إحدى المستشفيات ليستمع لشكوى أحد المرضى من سوء تعامل المستشفى معه وتجاهل حالته المرضية بكل نوع من الاستهانة والتعالي ليقطع عليه شكواه طالبا منه أن يشكر الحكومة على ما تقدمه أولا من خدمات ورعاية من خلال منظومة التأمين ثم بعد ذلك سيستمع لشكواه بدون إبداء أى نوع من الاهتمام أو احساس بمعاناه الشاكى
معالى الطبيب يا من أؤتمنت على صحة المصريين التأمين الصحى حق كفلة القانون لكل مواطن تحصل رسومه شهريا بالخصم من راتب كل موظف سواء انتفع بتلك الخدمة أم لم ينتفع
معاليكم واجب عليك تقديم كل الاعتذار لهذا المريض وكل مريض عانى أو اشتكى من سوء الخدمة داخل مستشفيات التأمين الصحى أو المستشفيات العامة – وهم أحرار يقبلوا اعتذاركم أو يرفضوه
حكومتنا نثق فى قراراتكم ومن واجبكم الذى لا يقبل التسويف مراجعة أداء كل مسئول اخترتموه وعدم الحرج فى تنحيته عن منصبه إذا لزم الأمر – هنا سيكون احترام المواطنين لكم وتقديرها