بقلم هشام صلاح
ما أروع قول الرافعى : ” “الأديب الحق هو الذي يرى ما لا يُرى، ويشعر بما لا يُحسّ، ويعبّر عما تعجز عنه العامة من الناس.”
نعم أرى كل ذلك فى كاتبنا الروائى مصطفى مختارفهو وبعد سنوات من العمل والنجاحات بدأ يجد ملاذة الحقيقى فى الكتابة والرواية وأحسبه حين يكتب أنه يؤمن بالقول :
” ليس الأديب من يكتب ليُقال إنه كتب، ولكن من يكتب لأن قلبه لا يسعه إلا أن يفيض.”
* ولقد أولانى كاتبنا شرف اختيار مجموعة من قصصه لاختارمنها كواحد ممن يجدون ضالتهم فى قصصه ، وبالفعل بدأت قراءة ما أهداه إلى وكانت البداية مع ” هرشة دماغ “
لاحظت أن جعل من روايته ترجمة حقيقية لما تراه العين عبرمسيرتها بالحياة وعمد الكاتب إلى تأصيل ساعات السعادة والشقاء اليسر والعسر التى تخالط نفسه ووجدانه وبما يعبر وبصدق عن تأملاته الفكرية
– ولنبدأ الرحلة مع قصة ” فستان سوارية ” حيث نلحظ ما تمتع به الكاتب من الجرأة والتفرد فجعل الراوى يتحدث بلسان المرأة يصف مشاعرها ويغوص فى أعماقها فيشعرنا بما تشعر ويجعلنا نعانى ما تعانى ، كذلك كانت براعته فى استخدام ” التناص ” من خلال استدعاء المعجم القرآنى .
– أما ” أطفال المساخيط ” فهى قصة تعبربجلاء عن روح الإصرار ةالتحدى لإثبات الذات مع رسم لصورة مريرة يعيشها مجتمعنا همشت فيها الإنسانية بكل معانيها وحلت محلها المادية المفرطة ، وكانت ذروة الأحداث حينما أظهر الكاتب ذلك الصراع حتى فى الشخصية الواحدة بين ما هو عليه وما يجب أن يكون عليه ذلك التناقض الذى ظهر من خلال شخصية رئيس التحرر
– كذلك كانت رائعته ” أنا وهوضمائر مختلفة ” فما أروع التورية التى ينلمحها من خلال العنوان فهو لم يرد الضمير أحد أنواع الأسماء إنما أراد الضمير الإنسانى ، فلقد عبرت القصة عن واحدة من القضايا المجتمعية الخطيرة ألا وهى غياب الضمير من أجل تحقيق أهداف خاصة ولو على حساب العامة
وفى الاجمال فإن قصص هرشة دماغ ثمثل واقعا مأذوم يعيشه مجتمعنا حيث أصبح الفساد والمحسوبية هما ضمانتا الوصول للهدف وتحيق المصالح فالكاتب استطاع أن يغوص داخل النفس الإنسانية يسبر أغوارها ويكشف عن حقائقها وما تستتر به أحيانا خلف قناع المبادىء والكلمات والشعارات البراقة