بقلم هشام صلاح
لحظة الفراق ، من أصعب اللحظات الإنسانية ، فما بالنا بفراق زوجة لعشها تاركة الفها وحيدا بالحياة تركته وقد كسر قلبه بغياب سنده ومصدر إلهامه وواحة حنانه تلك الواحة التى طالما تفيأ ظلها فسعد به
تلك سطور كتبتها إلى من كانت ألفى فى الحياة ، إلى الحرف الذى لم يكن المعنى ليكتمل إلا بها ، هذا الحرف الذى كان صامتا فى الماضى القريب وأنت إلى جوارى أصبح بعد أن فارقتيه ثائرا متمردا يكاد يمزق جدار الصمت الذى ضرب عليه يلتمس الحرية لينطلق باحثا عن صاحبة الحرف والنبض المرسوم أصبح الآن يلتمس وصولا إلى مصدره وملهمته —-لكن هيهات
بعد أن فارقت صاحبته عالمنا فى لحظة مرت كدهركامل ، تلك اللحظة التى كنت فيها إلى جوارها أتلمس قسمات وجها بقلبى قبل عينى أصارع نفسى وأسابقها لاحفر داخل سويداء القلب ملامح ابتسامته الأخيرة وهى بين يدى تصارع ألم الفراق ومتمسكة برحمة الله التى شملتها قبل أن تسلم الروح غابت —- ترى حقا غابت ولن تعود هكذا يقول عقلى ! ؟
لكن قلبى يكذبه لا – لا لم تغب ، كيف تغيب وكل خفقة تنبض بحبها وكل دفقه دم تجرى لتروى حبها ؟
لكن الحقيقة أنها — غابت جسدا ولم تغب روحا
غابت تاركة غصة فى الحلق وحرقة بل طعنة فى القلب فلم أجد إلا وجع صامت وألم مكتوم وحزن مخنوق ، فلم يعد يبكينى الفقد بل تلك الغصة التى ترافق الصمت
ولأنها أمل ، ومازالت أملا فالقلب يصر على البقاء بينما كل البهجة من حوله ترحل لأنها يوما دق لها حبا وطربا فمازالت صورتها تجرى فى عروقى لتغذى جسدى المنهك