كتبت زينب عبده
سئل الإمام أحمد ابن ادريس الحسني رضي الله عنه : عن قول الله تعالى : (وما تكون في شأن وما تتلوا منه من قرآن) إلى ماذا يعود الضمير في منه ؟
فأجاب :
أنه يعود إلى الشأن ؛ لأن نزول القرآن بحسب شئون رسول الله عليه الصلاة والسلام ، فمعرفة قلب رسول الله عليه الصلاة والسلام مترتبة على معرفة القرآن ، فمن عرف القرآن حق معرفته عرف قلب رسول الله عليه الصلاة والسلام وشئونه عليه الصلاة والسلام وخلقه القرآن ، فتارة يكون عليه الصلاة والسلام في بسط فيباسطه القرآن بآيات البسط ، وهي الحالة التي قال فيها عليه الصلاة والسلام : ” لي حالة لا يسعني فيها إلا ربي ” وطوراً يكون عليه الصلاة والسلام في قبض لما يجد من عدم امتثال قومه لأوامره ونواهيه ، ومخالفته له وأذيتهم له ، فينزل القرآن على حسب شأنه ، وذلك كقوله تعالى : (ولا تطع الكافرين والمنافقين ودع أذاهم وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا) وغير ذلك . فالقبض والبسط صفتان من صفات الله تعالى فإن بسط فلا هرب منه ، كما أنه إن قبض فلا فرار منه ، فلا ملجأ من الله إلا إليه