ما أروع أن يهب المهمشون وينتفضون ليعلونهاعالية خفاقة نحن قادرون ، قادرون بامتياز فما أعدل انتفاضة القرية رفضا لسطوة أضواء المدينة
عقد ملتقى السرد العربى جلسة نقاشية لكتاب ” العودة إلى الطين ” للكاتب العراقى أحمد سعدون البزونى
أدارالندوة باقتدار وامتاع الروائية الكاتبة عزة عز الدين والتى رحبت بالحضور تلاها تقديمها للسيرة الذاتية للمؤلف
وتكونت لجنة المناقشة من عمداء النقد وأعلامه / أ د على مطاوع ، أ د رمضان الحضرى ، أ د أحمد فرحات ، أ د حسام عقل ” رئيس مجلس إدارة الملتقى
* افتتح النقاش د رمضان الحضرى بقوله :
” اتفق مع ما جاء بالكتاب فهو يقدم المشهد الثقافى العربى وما يعانيه الأدباء والمبدعون حيث يرصد الكاتب رصدا رقيقا ويقدم إشارات حية لما يعترى المشهد الثقافى بما يمكن تسميته ( قضية التغريب )
وأشاد د الحضرى بالكاتب حينما تناول كتابه نصوصا عربية خالصة ولم يتطرق لكتاب غربيين من أجل ذلك يمكننى أن أعد الكتاب وثيقة أدبية يمكن البناء عليها
ونبه الحضرى على أنه كان بالامكان إعطاء الشخصيات مساحة أكبر حيث أن الكاتب لم يتناول الشخصية تناولا كاملا
* وأشاد أ د على مطاوع بالكتاب والكاتب لأنهما ينتميان لوطن شقيق نعتز به ونفخر
وتطرق مطاوع إلى عنوان الكتاب والذى يثير كثيرا من الجل والفرضيات إضافة إلى العصف الذهنى ، وإن كنت فى بداية الأمر قد شعرت بتحفظ حول استخدام مصطلح الطين لكن بعد مطالعة الكتاب اقنعنى الكاتب بسر اختياره لهذه اللفظة
وتابع استشعر أن الكاتب يبحث عن الحسن فى الخلق والحسن فى هذا الطين إلى جانب ما نلمح من ( الواقعية فى مشهد الأدب )فهو مشهد رائع لعودة الإنسان لاصوله
وعلق مطاوع أحس أن الكاتب بزيارته لمصر أراد العودة إلى المنابع الأصيلة إلى الطين حيث رسم مشهدا ثقافيا للخروج من هذا الوحل
* وفى مناقشته ألمح أ د أحمد فرحات إلى أننا لوجكمنا الكتاب من منظور أدبى لوجدنا خللا واضحا ولكن عند مطالعة الكتاب تجد أنك أمام كاتب يمتلك أسلوبا مميزا يريد عرضه وتقديمه للمجتمع العربى فالكاتب نجح لحد بعيد فى تقديم فكرجرىء غير أكاديمى واستطاع تقديم تراثا عراقيا عربيا أصيل
وأشاد فرحات بالرؤية التى قدمها البزونى للطين بعيدا عن تلك التى قدمها من قبل كل من إيليا أبو ماضى والعقاد
ويمكن من خلال الإشارات السريعة التى يقدمها الكاتب للقارىء ليبحث من خلالها عن ( الاستلزام الحوارى ) والذى يشير إلى فكر معين لكاتب معين لقارىء معين فى سياق تواصلى
واختتم فرحات مناقشته بالقول أن الكتاب جاء فى مائة صفحة مع أن المتابع للكتاب يستشعرأن الكاتب اختزلها اعتمادا على الإشارات السريعة والتى من خلالها يفجر القضايا المنوعة عن طريق الإشارة
* وكان مسك الختام مع منافشة أ د حسام عقل للكتاب والكاتب ، فبدأ بالقول أن أحمد البزونى اختار بكتابه الحديث عن الجنوبين أى المهمشون ، أما عن عنوان الكتاب فأبدى عقل سعادته باختيار الكاتب له لأنه يعنى الكثيرين ومنهم المهمشون
واستطرد عقل بقوله ” الكتاب يمثل قراءة للمشهد الثقافى الحالى ” ، وتساءل ما سبب اختيار الكاتب لثمانى شخصيات فقط وما معايير اختيارهم ؟
وتابع عقل الكتاب يشى بحمولة من الطينين الذين ظلموا وما زالوا يظلمون ليقدم عددا من الملامح من بينها ( ملمح الأصالة – ملمح القرية فى مواجهة المدينة – ملمح التمسك بالولاءات والارتباط بالاصل
* وأشاد عقل بمبحث السياسة والإعلام حيث خصص له الكاتب مبحثا كاملا ونبه إلى أن الواضع الحالى يقتضى بأن تتحر الثقافى من سطوة الإعلام والميديا التى قد تفسد المشهد فى كثير من الأحيان
* وألمح عقل إلى أن الكاتب أجاد حين استخدم تعبير( المتاهات النقدية ) حيث عبر عن حال بعض النقاد ممن يقدمون ( النقد الاستعراضى )
وتساءل عقل عن سر استخدام الكاتب لمصطلح ( عالمى ) واصفا به إحدى الشخصيات – فما هو معايير العالمية من وجه نظر الكاتب والتى جعلته يصف بها تلك الشخصية
وأثنى عقل على الكاتب حين اختار شواهده وألمح إلى أن الكاتب أراد من خلال كتابه القول بـ ( لا تنسوا المهمشين والطينيين ) فهى رسالة الكاتب للقارىء
شهدت الندوة النقاشية حضور أ د منى العطار ود محمد الللى وأ غالب رأفت وعدد من الإعلاميين والشخصيات العامة