بقلم هشام صلاح ما أروع صدق المحبين الأوفياء لأوطانهم حينما يملك هذا الحب كل جوارحهم ويجرى فى عروقهم لكن مع شديد الألم فإن حب الأوطان لا يخلو من أدعياء ومتاجرين ومتسلقين على عتباته وقلما نجد المحب الصادق الذى يغلب مصلحة الآخرين على مصالحته حبا ووفاء لوطنه ولنا فى ذلك شاهد وبيان * فهذا مؤدٍ للأغانى يزكم آذاننا بكلمات يدعى فيها الوطنية يرددها ولا يدرى منها شىء فما غناؤه لنا إلا غناء علينا فشغله الشاغل تحقيق الربح الوفير واكتناز الثروات حتى ولو بالمتاجرة بعواطف الوطن والمواطن
* أما الطامة الكبرى لعظيم رسالتهم ورفعة مواقعهم أؤلئك الذين نراهم فى بعض مؤسساتنا التعليمية ، فترى الواحد منهم يكاد تملقا وزيفا أن يخلع ملابسه ليرتدى علم الوطن وهو لا يدرى أن علم وطننا الغالى يملك من الفطنة والذكاء ما يكشف به سريرته ويفضح زيف ضميره – ولنا فى مواقفهم دليل – فهؤلاء فى مؤسساتنا تراهم مثالا للوطنية يردد بصوت جهور تفوح منه رائحة الكذب والنفاق أنشودة الوطن وقلبه عنها لاهٍ ، فهو إذا جلس ليمارس مهام عمله نسى – وإن شئت قلت – تناسى ما كان يدعيه فهذى يده التى ارتفعت منذ قليل لتحية الوطن ترتفع ثانية لجمع الرشى بل التبجح أحياناأخرى من خلال طلب أجر قضاء مصالح من يلجأإليه فقد صار تكسبه من عمله عبر الباطل حرفة يتقنها وسلوكا يدين به أقول لهؤلاء جميعهم إن وطننا الحبيب يلفظكم ويعلم خبث نواياكم فقد تعاهد مع الأيام لكشف زيف ملحمة الكذب والتملق الزائفتين بل وفضحها فالأيام كاشفة ولن يبق الوطن إلا سيره كل مخلص محب صادق فى حبه لوطنه حفظ الله وطننا الحبيب من كل متاجر باسمه ولتسقط الشعارات الجوفاء بسقوط أصحابها وليظل شعار تحيا مصر يجرى فى عروقنا ويلامس أفئدتنا وقلوبنا