جلست بصحبتها لاجراء حوار خاص معها وكم ادهشنى حد الذهول هذا القدر من الاباء والتحدى بل التمرد لكن كل ذلك مغلف بخجل نسائى عربى أصيل هو تاج لكل حواء عربية
فما أروع المرأة العربية حين تؤمن بدورها وقدرتها على خدمة مجتمعها ووطنها وما أجملها حينما تميط اللثام عن قدرتها وموهبتها لتنطلق فى رحاب الإبداع والتألق
وماأروع أمير الشعراء شوقى حين قال فى حقهن :
قم حى هذى النيرات حى الحسان الخيرات .
واخفض جبينك هيبة للخــــــرد المتخفرات .
واليوم يسعد الشاهد المصرى إجراء هذا الحوار مع الشاعرة الليبية غادة البشارى
– بداية / نشأتك الأولى حدثينا عنها
*” ولدت لأب ليبى وأم مصرية مما أتاح لى أن أجمع بين ثقافتين متناغمتين رغم اختلافهما إحداهما مصرية واخرى ليبية فقد خرجت عبررحم مصرى خالص من أصل ليبى أصيل مما هيىء لى بيئة متنوعة لكنها فى النهاية تعود لجذور عربية خالصة ، هذا التنوع الثقافى واختلاف الثقافات كان داعما قويا للابحار فى عدة اتجاهات حيث اتاح لى هذا الارتباط وولد عندى انفتاحا كبيرا من خلال الامتزاج بين ثقافتين مصرية ليبية
– بداياتك الشعرية كيف تكونت ونضجت
” لا استطيع تحديد سن معينة لانطلاقتى فى الكتابة الشعرية لكننى ومنذ الصغربدأت خطواتها الأولى عبر الكتابة الشعرية من خلال برنامج – ما يكتبه المستمعون – مع الإعلامى الليبى الرائد سالم العبار، وفى سن الثامنة عشرة ومن خلال الاتفاق مع الأديب سالم كنا على وشك إصدار ديوانى الأول عن الأم ولكن حال دون ذلك ظروف عائلية حيث تزوجت فى سن مبكرة فانشغلت بالبيت والأبناء فلم يسعدنى الحظ بإصداره
– الارتباط الأسرى له آثاره على كل إنسان – فما أثره فيك
” بكم عمل زوجى انتقلت برفقته لزيارة عدد من الدول تأثرت أيما تأثر بما شاهدته وعايشته خلال إقامتى بها فما أشد تأثرى بالمجتمع المغاربى وتفاصيل الحياة فيها والأزقة ” الزنقة ” بما تحويه من معالم فنية ومعمارية رائعة كذلك جمال جبال لبنان بما فيها من معانى الشموخ والروعة إلى جانب التناغم المذهل لفرق الدبكة السورية كل ذلك كان له عميق الأثر فى تكوين جوانب من شخصيتى “
– الحالة الليبية والظروف التى مرت بك – ما تأثيراتها
” لاشك أن ما مر به الوطن من أثر فى كثيرا فالغربة عن الوطن وما شهده من أحداث قد أسقط الأقنعة وكشف لى مزيد من الخفايا حتى أننى أصدرت ديوانا بعنوان – وجهى الذى سقط سهوا – ذلك الديوان الذى يجمع شهقات أحرفها الملتهبة تحت ضجيج الاغتراب
– الحالة الثقافية الليبية كيف ترينها بعد الأحداث التى مرت بها البلاد
ط مر الشعب الليبى والأدباء منهم بظروف صعبة لكن عبر هذا المخاض الصعب كلنا تفاؤل بمستقبل جديد مشرق وهو ما يحفز الأدباء والمبدعين على مزيد من الإبداع والعطاء والشىء الرائع أننا قد تجاوزنا مرحلة الخلافات والصراعات لنشهد حركات ونهضة ثقافية يتجمع وتجمع الكثيرين حيث باتت الحياة الثقافية الليبية متلائمة متآلفة بعيدا عن الصراعات والخلافات
– كيف ترين المرأة الشاعرة وما مدى تواجدها على الساحة الثقافية ؟
” المرأة بطبيعتها تمتلك من العاطفة والوجدان ما يؤهلها لكى تقود الحرف وتطوعه لمشاعرها فالحس الشعرى لدى المرأة أمر فطرى نراه فى جوانب مختلفة من شخصيتها فهى بحكم تكوينها الوجدانى قادرة على المنافسة فى ساحة الشعر
– فى عبارات مختصرة رأيك فى كل من الشاعرنزار قبانى ، الشاعرة سعاد الصباح
” نزارقبانى – شاعر خفيف وكتاباته تعبر عن حالة رجولية خاصة مع جو من المرح
” سعاد الصباح – تمثل من وجهة نظرى التمرد على قواعد وتقاليد ظلت المرأة لعقود حبيستها فهى شاعرة الخروج عن الصورة النمطية للمرأة
– كلمة توجهينها لملتقى السرد وراعيه د حسام
” ملتقى السرد العربى ملتقى هادف وهو بحق اسم على مسمى فقد استطاع بجهد صادق أن يكون ملتقى وبحق ملتقى لكل الأدباء والمبدعين العرب
د حسام ناقد وأديب رائع صادق خرج عن المألوف فلم يكتف بأن يسعى له الأدباء بل صار هو من يسعى إليهم يحتضنهم ويتبنى مواهبهم ويرتقى بها – كل الشكر له وللأديبة الرائعة والمحاورة الجذابة عزة عز الدين كم كانت سعادتى برفقتهم الطيبة عبر ملتقى السرد
ولا يفوتنى إلا أن أتقديم بالتحية لناقد وشاعر وأديب مخضرم متمكن من أدواته إنه أ ، محمود حسن
– نهاية اللقاء والحديث الممتع الشيق – كلمة أخيرة تحبين توجيهها
” أتمنى لعالمنا العربى والإسلامى وشعوبنا مستقبل مشرق بعيدا عن أى صراعات أو خلافات فحق لأمة هى من أفضل الأمم أن يحيا أبناؤها حياة كريمة تليق بهم