السيد حجاج يكتب / فن الإحباط
هل تشعر بفقدان الاهتمام والسعادة سواء داخل الاسرة او بين الاصدقاء ؟
هل خاب أملك فيمن تحب ؟
وثقت في صديق لك ثم خذلك وضيع سنين , قضيتها وأنت تخلص له وتحبه ؟
هل تشعر بعدم القدرة على التركيز والتذكر ؟
اخوتك أو أخوانك آذوك كثيرا , ثم سامحتهم ثم أعادو الكرة عشرات المرات ؟
رحت تعد الأيام ثم الشهور وتلتها السنين وأنت تنتظر نصر مجهول أو انتقام شديد
من الله في حق أولائك الذين ظلموك , لكنهم أزدادوا قوة وظلما .. وأنت كما أنت ؟
تشتكي من الاحساس ببعض الالام العضوية بلا سبب واضح ؟
عندك اضطرابات في النوم ؟
تشعر بفقدان الشهية ؟
تعاني من القلق الدائم ؟
عندك فقدان الثقه بالنفس ؟
تعاني من البكاء الدائم بدون سبب ؟
إطمئن فقط انت مصاب الإحباط !
قد لا تستطيع التوقف عن التفكير في تلك الأحلام التي لم تستطع
تحقيقها، ترسم في ذهنك العديد من السيناريوهات، تتخيل سعادة كبيرة
أو منزلة اجتماعية بارزة كنت ستحصل عليها لكنها فاتتك، لأنك لم تستطع
تحقيق حلمك، هكذا تحدث نفسك، وهكذا تزيد الأمورَ سوءا. تشعر أن حلمك
غير المتحقق يملكك بالكامل، يعرقل حياتك ويعوق قدرتك على عيشها
أو التعامل بفاعلية معها أو حتى الشعور بها.
النمط السابق في التفكير يُطلق
عليه اسم “التفكير الاجتراري” !!
كما درسناها في علم النفس .. الإحباط هو الحالة التي تواجه الفرد حين يعترضه عائق وحين تكون خبراتـه
السابقة وعاداته المألوفة غير كافية أو غير قادرة على إشـباع دوافعـه وتحقيـق
رغباته ، وهو احدى الاضطرابات النفسية السلوكية و يحدث الاضطراب حينما
يواجه الفرد عائقا ما يحول دون اشباع دافع لديه، و هو أيضا الحالة الإنفعالية
التي يشعر بها الفرد إذا ما واجهه ما يحول بينه و بين إشباع دوافعه .
وهو المرحلة المتقدمة من التوتر بحيث يصل بنا الأمر إلـى حـد الاستـسلام
. والشعور بالعجز والرغبة في الانطواء فالإحباط يـؤثر بـشكل سـلبي علـى
سلوكياتنا !!
فهو يعوق تقدمنا في مواصلة الحياة ويجعلنا نبـدو مكبلـين بالهموم
وعاجزين عن الإنجاز .
ويحدث لنا الإحباط حين نتعرض لـضغوط اجتماعيـة أو نفـسية لا نـستطيع
مواجهتها؛ فتؤدي إلى التوتر ثم الاستسلام والـشعور بـالعجز وبالتـالي إلـى
الإحباط. فحين تتراكم علينا المشاكل والعقبات والحواجز التي نفشل في التوصل
إلى حل لها، كل ذلك يدفع بنا إلى الشعور بالإحباط .
وتكثر و تتنوع العوائق التي يمكن أن تتسبب الإحباط للفرد، ويرجع بعضها
إلى عوامل ترتبط بالفرد ذاته أكثر من ارتباطها بما يحيط به من ظروف بيئية،
وبعضها يرتبط بالبيئةالتي يعيش فيها الفرد أكثر من ارتباطها بـالفرد نفسه
معظم الناس يسايرون ضغوط الحياة اليومية دون أن يدركوها وفي زحمة هـذه
المتطلبات ينسى الكثير آلامه ومتاعبه وإحباطاته باحثا عن ا لتوافق أو التكيف مع هذه
الضغوط ، وهو ما يسمى بالتكيف الناجح رغم صعوبتها لذا يمكن أن نعرف التوافـق
بأنه محاولة لمواجهة متطلبات الذات ومتطلبات البيئة .
ففي ثنايا هذا التوافق تكمن محاولاتنا العديدة لأن نبدو أو نتظاهر بوجه مبتسم حتـى
وإن كانت الآلام تمتلكنا أو تعترينا عدي هذه المحاولات فهي ثابتة لا تزول ، ومشكلاتنا الحياتية منهـا اجتماعيـة أو
اقتصادية أو مهنية أو أسرية نحاول حلها بطريقة مناسبة وحكيمة .. تعيد إلينـا شـيئا من الاستقرار الداخلي والتوازن النفسي لكي نبدو سعداء أمام الآخرين .
يتعرض الأفراد إلى مواقف تثير لديهم الإحباط وتختلف شدة هذا ا لإحباط بـاختلاف
شخصياتهم والفرد الذي يحاول حل مشكلته يؤدي ذلك إلى ثقته بنفسه وزيادة مهاراته التي تمكنه في حل المشاكل التي يتعرض لها في المستقبل بعكس الفرد الذي يتهرب من حل المشاكل فتكون درجة الإحباط لديه اصعب و أقوى مما يؤدي إلى فقدان الثقة بالنفس ؟
إن معظم الناس وأكثرهم توافقا مع أعمالهم أو مع أسرهم أو حتى ميـسوري الحـال
يشعرون أحيانا بالاحباطات المتعددة .. فخيبة الأمل والصراعات المؤلمـة وعوامـل
الضغوط اليومية المستمرة ومتطلبات الحياة نحو الأفضل تعرضنا إلى الإحباط وهي سـنة الحياة.
وهذا يستوجب علينا أن نواجه الإحباط وحجمه ومداه .
اما المستسلمين فهم دائما خاسرون هكذا يفعل كثير من الناس في أنفسهم، وخاصة الشباب حينما يتركون
ضعاف النفوس يحركونهم ويرسمون لهم حياتهم، فإذا كنت نسرًا وتحلم بأن تحلق عاليًا في سماء النجاح لا تستمع لكلام
المحبطين !!
واحرص على أن تكون كما تحب.اختار وبمحض إرادتك.. إما أن
تكون “نسرًا” فيصبح مكانك الطبيعي
في عنان السماء، وإما أن تكون “دجاجة” فيصبح مكانك “سيخ” ماكينةالشواء
في مطعم يبيع “الفراخ المشوية” !!
لكل منا أحلامه العلمية أو السياسية أو الإجتماعية , والتي
قد تتحطم على صخرة الحياة بكل قسوتها وعنفوانها !
و الإنسان في دنياه يسعى لجذب أوطرد المواقف التي تسعى نحوه أو تهرول
خلفه !
لكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه ؟؟
لقد خلق عجولا وحسب يريد كل شيئ
دون أن يدرك أن لله سنن في كونه يجب أن تتحقق سواء كانت خير أو شر
فلابد من تحقبقها في فترات زمنيه لا يعلمها إلا من كتبها علينا ؟
وفي حياة كل منا رجال ونساء شباب وشابات بعض الأشخاص الذين ملئهم
الحقد أو سكنت قلوبهم الكراهية , فشلو أو نجحوا الأمر سيان بالنسبة لقلوبهم
التي لا تعرف غير المراوغة وتغيير الحقائق أو تغييبها وجميعهم يتقنون ذلك الفن
فن إحباط الآخرين , وإبقائهم بلا أمل ..بلا أحلام , بلا طموح , فتموت فيهم الروح
ويبقى الجسد المحبط محطم ويائس لا يأمل سوى الموت والتخلص من حياته !
قد يكونون اقتحموا حياتنا بالصدفة، أو أن الأقدار ساقتهم في طريقنا
لحكمة لا يعلمها إلا الله .
هؤلاء الأشخاص لا عمل لهم في الحياة إلا نشر الإحباط وإفساد الطاقة الإيجابية
التي بداخلنا لتحل محلها روح اللامبالاة والسلبية .
و بكل تأكيد تغتال السليبة معنوياتنا
بكل سهولة وتجعلنا في “الحضيض”.
يحتاج الإنسان إلى وجود أشخاص مقربين بجانبه لمساعدته في رفع
معنوياته، فالشعور بالوحدة هو أحد تجليات المعنويات المنخفضة، والإحباط، كما
أنّ الخجل، وعدم القدرة على التعبير يكونان ملازمين للأشخاص الذين يمرّون بتلك الحالة، ووجود شخصٍ قريبٍ يساعد على الانفتاح والثقة بالذات، ويمكن توطيد العلاقةعن طريق الزيارات الوديّة، والأحاديث الصادقة، دون الخوض في نقد الذات ونقد الآخرين، حتّى لا يؤثر ذلك سلباً على الشخص ذو المعنويات المنخفضة.
وأخيرا تجنّب المقارنة
يمكن اعتبار المقارنات أحد أسباب الشعور بالإحباط وانخفاض الروح المعنويّة لدى
الإنسان، لذلك يجب عند التعامل مع الشخص الذي يمرّ بحالةٍ سلبيّةٍ تفادي المقارنات
بكافّة أشكالها، الإيجابية منها والسلبية، وذلك لأنّ الشخص سوف يُخضع نفسه في
الحال للمقارنة بأشخاص أكثر نجاحاً أو تمّيزاً منه في اعتقاده، وهو الأمر الذي قد يزيد
من سوء الحالة، و عوضاً عن ذلك يجب التحلّي بالموضوعيّة، والحديث عن المستقبل، والاستفادة
من أخطاء الماضي بصورةٍ إيجابيّةٍ دون محاولة الخوض أكثر من اللازم في أسباب الإحباط.
التركيز على المزايا:
إن كان للمجاملات دورٌ في الحياة الاجتماعيّة العاديّة، فهي أيضاً ضروريّةً في حالة المساعدة على
رفع معنويات الأشخاص المقربين، ولا يجب أن تكون الأحاديث المجاملة مبالغاً فيها، بل يجب
أن تكون حقيقيّة من حيث ذكر مزايا الشخص وتذكيره بنقاط تفرّده عن الآخرين، وحثه على
التركيز على مواهبه، ولكن دون ضغطٍ لتفادي التأثيرات العكسيّة.
الترفيه:
يبدأ الترفيه عن الشخص بالتبسم في وجهه ومحاولة نقل تلك الابتسامة إليه، لأنّ إدخال
السرور على قلب المؤمن أحد الأمور التي أوصى بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فما
بالنا إن كان الشخص في أمس الحاجة إليها، ويمكن وضع برنامجٍ ترفيهيّ يتضمن الأشياء
والأماكن التي يفضلها الشخص المحبط، ومشاركته تلك الأمور المرحة، والتي ستكون أكثر
داعمٍ له في رفع روحه المعنوية.